هذا هو الجزء السادس من سلسلة علو الهمة..
سأذكر فيه جوانب من علو همة سلفنا الصالح أسأل الله أن ينفعنا به..
فلنبدأ على بركة الله...
ايثاره صلى الله عليه وسلم على نفسه رغم حاجته:
ــ عن سهل بن سعد قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة فقالت: يارسول الله ، أكسوك هذه. فأخذها الرسول صلى الله عليه وسلم، محتاجا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فأكسنيها. فقال الرسول: " نعم ". فلما قام الرسول صلى الله عليه وسلم، لام أصحابه ذلك الرجل فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا لها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال الرجل: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها.
جود عبدارحمن بن عوف على أهل الرسول صلى الله عليه وسلم:
ــ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم خيركم لأهلي من بعدي ". قال: فباع عبد الرحمن بن عوف حديقة بأربعمائة ألف فقسمها في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
يخشى أن يصيبه الله لأن هناك ثروة ببيته فيفرقها كلها:
ــ عن ابن سعد عن الحسن: باع طلحة بن عبيد الله أرضا بسبعمائة ألف، فبات ذلك المال عنده ليلة، فقال: إن رجلا تبيت هذه عنده في بيته لايدري مايطرقه من أمر الله لغرير بالله. فبات ورسله تختلف بها في سكك المدينة حتى أسحر وماعنده منه درهم.
ايثار ابن عمر وهو حتى في مرضه:
ــ عن نافع قال: مرض عبدالله بن عمر، فاشتهى عنبا أول ماجاء، فارسلت امرأته بدرهم فاشترت به عنقودا، فأتبع الرسول سائل، فلما دخل الرسول على ابن عمر قال السائل: السائل، السائل. فقال ابن عمر: اعطوه اياه.فأعطوه، ثم بعثت بدرهم آخر، فأشترى الرسول عنقودا آخر، فأتبع الرسول سائل، فلما دخل الرسول على ابن عمر قال السائل: السائل، السائل. فقال ابن عمر: اعطوه اياه.فأعطوه، فأرسلت صفية امرأة عبدالله ابن عمر تقول: والله لئن عدت، لا تصيب مني خيرا. ثم أرسلت بدرهم فأشترت به.
يطلب منه بقرة فيعطيه سبعمائة:
ــ عن قريش بن انس قال: وجه محمد بن الهلب بن أبي صفرة إلى عبيد الله بن أبي بكرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أصابتني علة، فوصف لي الناس لبن البقر، فأبعث إلي ببقرة أشرب من لبنها، فبعث إليه ابن ابي بكرة بسبعمائة بقرة ورعاتها، وقال: القرية التي كانت ترعى فيها هي لك أيضا.
يخبز بمنزله ألف رغيف يوميا:
ــ عمارة بن حمزة الهاشمي، مولى ابن عباس رضي الله عنهما، كان سخيا حتى أنه يخبز في بيته ألف رغيف لألفي انسان يوميا.
عبد أسود أدهش عبدالله بن جعفر:
ــ خرج عبد الله بن جعفر إلى ضياعه ينظر إليها، فإذا في حائط لنسيب له عبد أسود، بيده رغيف، يأكل لقمة ويطرح للكلب لقمة، فلمارأى ذلك عبدالله استحسنه، فقال: يا أسود، لمن أنت؟ قال الأسود: لمصعب بن الزبير. قال: وهذه الضيعة لمن؟ قال الأسود: له. فقال ابن جعفر: لقد رأيت منك عجبا، تأكل لقمة، وتطرح للكلب لقمة. فقال الأسود: إني لأستحي من عين تنظر إلي أن أوثر نفسي عليها. فرجع ابن جعفر إلى المدينة واشترى الضيعة والعبد ثم رجع، وإذا بالعبد، فقال له ابن جعفر: يا أسود إني قد اشتريتك من مصعب، فوثب قائما، وقال: جعلني الله عليك ميمون الطلعة. فقال ابن جعفر: وإني اشتريت هذه الضيعة. فقال الأسود: أكمل الله لك خيرها. فقال ابن جعفر: وإني أشهد الله أنك حر لوجه الله. فقال: أحسن الله جزاءك. فقال ابن جعفر: وأشهد الله أن الضيعة مني لك هدية. فقال الأسود: جزاك الله بالحسنى، وإني أشهد الله وأشهدك أن هذه الضيعة وقف مني على الفقراء، فرجع عبدالله ابن جعفر وهو يقول: العبد أكرم منا.
يجود على غيره ولا يجد مايأكله:
ــ قال الذهبي: أنفذ أبو حفص النيسابوري في يوم واحد بضعة عشر ألف دينار، يفك به أسرى، فأمسى لم يكن له عشاء يتعشى به.
عبد العزيز ابن باز ثلاثين عاما لم يأكل بمفرده:
ــ ماظنك بكرم إمام ما أكل طعاما إلا بحضرة الضيف أو العلماء أو طلبة العلم طيلة ثلاثين عاما، وتمد الموائد ببيته، فيتناول الناس من طعامه وينهلون من علمه ويتعلمون من ادبه وخلقه، وما ادخر شيئا من مال إنما ينفقه على طلبة العلم.
لله درهم من رجال...ما أعلى هممهم في الصدقة والجود والإيثار
من هو؟؟؟ الرجل الذي احترق منزله فلم يقطع صلاته....؟؟؟إذا كنت لم تقرأ الجزء السابق فأقرأه ثم أجب
هنا ينتهي الجزء السادس...ترقبوا الجزء السابع بعنوان..(علو الهمة في الذكر وقراءة القرآن) 
السبت أكتوبر 09, 2010 4:30 pm