:
وللزوج على زوجته حقوق يجب أن ترعاها، لتتم المعاشرة بالمعروف كما أمر الله تعالى، أهمها:
1. الطاعة في المعروف:
وذلك أن كل شركة لا بد لها من رئيس مسئول،
والرجل قد رشحته الفطرة،
ورشحه ما يدفعه من مهر ونفقة أن يكون هو سيد البيت والمسئول الأول عن الأسرة،
فلا عجب أن يكون له حق الطاعة،
قال تعالى:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)،
وهذه القوامة والمسئولية هي الدرجة التي ميز بها الرجل عن المرأة
: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة).
ويحرم عليها أن تعصي زوجها أو تتركه بغير سبب شرعي،
وفي الحديث
: "إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع"
متفق عليه،
وأكد الإسلام حق الزوج في ذلك،
فلم يجز لها أن تتطوع بصلاة أو صوم وهو حاضر إلا بإذنه
. قال صلى الله عليه وسلم:
"لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه" متفق عليه.
2. أن تحفظه في غيبته في نفسها وماله:
قال تعالى:
(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله).
وفي الحديث المتفق عليه:
"المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها".
ومن حفظه في نفسه أن تصون أسراره،
ولا تأذن بالدخول في بيته لمن يكره من الناس،
وقد ذكر الرسول من صفات الزوجة الصالحة:
"إذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله".
ومن حفظه في ماله ألا تبسط يدها بالإنفاق مسرفة مبذرة،
ولا بأس أن تتصدق منه بما جرت به العادة،
وهما شريكان في مثوبة الله،
وفي الحديث:
"إذا أنفقت المرأة من بيتها زوجها غير مفسدة، كان لها أجرها، وله مثله بما كسب".
3. أن تعاونه بالمعروف:
وقد ذهب كثير من الأئمة إلى أن المرأة ليس عليها خدمة زوجها في عجن وخبز وطبخ وغسل ونحوه من أمور البيت.
وإن كان الأولى لها فعل ما جرت به العادة.
ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية أوجب عليها أن تعاونه بالمعروف من مثلها لمثله.
وهذا هو مقتضى قوله تعالى
: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)
، وإن كان التعاون مأمور به في كل حال فهو بين الزوجين أولى وأوكد.
4. تأديبها عند النشوز أو ترك الفرائض:
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).
وقال:
(وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها).
ومادام الرجل هو سيد البيت المسئول أمام الله وأمام الناس،
فمن حقه أن يردعها عن ارتكاب المحرمات،
أو إهمال الفرائض،
أو التهاون في حقوق الزوجية،
حتى لا تتعرض الأسرة للانهيار.
ولكن ذلك يتم في إطار المحافظة على إنسانية المرأة وكرامتها.